المخلفات الفسفورية العضوية في الخضار والفاكهة تؤذي السمع والتركيز لدى الأطفال

​ 

أفادت دراسة حديثة  أجرتها كلية الطب في جامعة هارفرد ذائعة الصيت، إلى أن المركبات الفسفورية العضوية الموجودة في المبيدات الزراعية التي ترش بها الخضار والفاكهة، تتسبب في مشاكل بالسمع والتركيز لدى الأولاد.

وتكمن أهمية هذا البحث في حقيقة أن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد الأولاد الذين يعانون من تشويشات في السمع والتركيز (ADHD )؛ الأمر الذي يقلق كثيرا الأهالي والمؤسسات التربوية والتعليمية ويُشْغِل العديد من الباحثين في العالم.

وبين البحث الذي نشر في المجلة العلمية الهامة والمختصة في طب الأطفال ("بِدْياتريكس") أن التعرض للمبيدات الكيماوية قد يزيد بشكل جدي احتمال الإصابة بتشويشات سمعية وتركيزية، علما بأن تناول الخضار والفاكهة التي تحوي متبقيات الرش الكيماوي يشكل مصدر التعرض لهذه المبيدات.  كما أن منتجات غذائية أخرى مثل الخبز والمعكرونة، التي تتكون من منتجات زراعية مرشوشة قد تحوي أيضا مخلفات المبيدات.

وقد فحص الباحثون من جامعتي هارفرد ومونتريال، العلاقة بين تركيز بعض أنواع المبيدات في بول الأطفال وتشوشات السمع والتركيز. 

وبينت عينة البحث التي شملت 1139 طفلا أميركيا تتراوح أعمارهم بين 8 و15 سنة، علاقة واضحة بين تركيز المركبات الفسفورية العضوية في البول واحتمال الإصابة بتشوش في السمع أو القدرة على التركيز؛ حيث أن احتمال إصابة الأطفال الذين لديهم تركيز فسفور عضوي مرتفع في البول، بمشاكل في السمع والتركيز، أكبر بمرتين.

وتعد المركبات الفسفورية العضوية مواد كيماوية سامة تتسبب في خلل وظيفي بالجهاز العصبي.  وينتشر استعمال هذه المركبات في المبيدات الزراعية، باعتبارها تفتك بالآفات الحشرية.

كما تحوي العديد من المبيدات الحشرية المنزلية على المركبات الفسفورية العضوية التي تشكل أيضا الأساس الكيماوي للحرب الكيماوية (العسكرية).

وقد يؤدي امتصاص الجسم لهذه المبيدات وتراكمها فيه، إلى ارتعاشات سريعة ومتكررة وغير متحكم بها لبعض العضلات، فضلا عن صعوبة كبيرة في التنفس وتشنجات عضلية وارتجافات، بل وفي الحالات القصوى، الوفاة.  وقد تتسبب المبيدات الفسفورية العضوية في تشوهات جينية (وراثية) وفي الإخلال بالنشاط الهورموني، علاوة على العقم وتسمم الجنين (في حالة النساء الحوامل) والتشوهات الخلقية.  كما تتسبب هذه المبيدات في تعطيل جهاز المناعة وفي إتلاف العظم النخاعي وخلايا الدم البيضاء والسائل المنوي وتشوهات تناسلية أخرى.

وبين البحث ذاته الذي جرى في الولايات المتحدة، أن بول الأطفال الذين تناولوا غذاءً عضويا خلال بضعة أيام، كان خاليا من المخلفات الفسفورية العضوية.  وفي المقابل، احتوى بول الأطفال الذين تناولوا غذاءً عاديا على كميات مرتفعة من المركبات الفسفورية العضوية.   

وفي السنوات الأخيرة، وجد الباحثون تفاقما في الحالات المرضية في أوساط السكان القاطنين بجوار الأراضي الزراعية المرشوشة بالمبيدات.  وإثر هذه المعطيات، مُنِع استعمال بعض السموم الفسفورية العضوية نقلا عن آفاق البيئة والتنمية​​.

 

 

الأربعاء 15/03/1438 هـ 14/12/2016 م
التقييم: